الخميس، 9 مايو 2013

ابو نواس يمدح الخصيب


رُوِي أن أبا نواس ذهب في صباه مع جماعة من الشعراء إلى الخصيب لما ولاّه الرشيد على مصر يريدون مدحه و كان الخصيب عبدًا عند الرشيد.
وفي الطريق كانوا يعرضون قصائدهم التي سيلقونها على الوالي فطلبوا من أبي نواس أن ينشدهم قصيدته فقال:

اللَّيْلُ لَيْلٌ وَ النَّهَارُ نَهَارُ*** وَ البَغْلُ بَغْلٌ وَ الحِمَارُ حِمَارُ

وَ الدِّيكُ دِيكٌ وَ الدَّجَاجَةُ زَوْجُهُ*** وَ كِلاهُمَا طَيْرٌ لَهُ مِنْقَارُ

فضحكوا منه وسخروا.
فلما وصلوا إلى الوالي أنشد كلٌ قصيدته فلما جاء دور أبي نواس بدأ الشعراء يضحكون.
فإذْ به يلقي قصيدة من أربعين بيتًا منها:

------------------

تَقولُ الَّتي عَن بَيتِها خَفَّ مَركَبي==عَزيزٌ عَلَينا أَن نَراكَ تَسيرُ

أَما دونَ مِصرٍ لِلغِنى مُتَطَلَّبٌ==بَلى إِنَّ أَسبابَ الغِنى لَكَثيرُ

فَقُلتُ لَها وَاستَعجَلَتها بَوادِرٌ==جَرَت فَجَرى في جَريِهِنَّ عَبيرُ

ذَريني أُكَثِّر حاسِديكِ بِرِحلَةٍ==إِلى بَلَدٍ فيهِ الخَصيبُ أَميرُ

إِذا لَم تَزُر أَرضَ الخَصيبِ رِكابُنا==فَأَيَّ فَتىً بَعدَ الخَصيبِ تَزورُ

فَتىً يَشتَري حُسنَ الثَناءِ بِمالِهِ==وَ يَعلَمُ أَنَّ الدائِراتِ تَدورُ

فَما جازَهُ جودٌ وَ لا حَلَّ دونَهُ==وَ لَكِن يَصيرُ الجودُ حَيثُ يَصيرُ

فَلَم تَرَ عَيني سُؤدُداً مِثلَ سُؤدُدٍ==يَحِلُّ أَبو نَصرٍ بِهِ وَ يَسيرُ

زَها بِالخَصيبِ السَيفُ وَ الرُمحُ في الوَغى==وَ في السِلمِ يَزهو مِنبَرٌ وَ سَريرُ

وَ إِنّي جَديرٌ إِذ بَلَغتُكَ بِالمُنى==وَ أَنتَ بِما أَمَّلتُ مِنكَ جَديرُ

فَإِن تولِني مِنكَ الجَميلَ فَأَهلُهُ==وَ إِلّا فَإِنّي عاذِرٌ وَ شُكورُ

----------------------
فذهل الشعراء منه و قالوا: ما منعك أن تنشدنا هذه القصيدة عندما طلبنا منك ذلك
فقال: خشيت أن تعجبكم فتسرقونها.
---------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق