لا عِزَّ إلا بالحسَامِ المِخْذَمِ *** وضِرَابِ كلِّ مُدَجَّجٍ، مُسْتَلئمِ
وقراعِ كلِّ كتيبةٍ بكتيبةٍ *** ولقاءِ كلِّ عَرَمْرَمٍ بعرمــرمِ
وقراعِ كلِّ كتيبةٍ بكتيبةٍ *** ولقاءِ كلِّ عَرَمْرَمٍ بعرمــرمِ
مختارات من انفس ابيات الشعر العربى تجمع ما بين روعة المعنى وجمال المبنى ورصانة الالفاظ/ وكلامها السحر الحلال لو انه ****** لم يجن قتل المسلم المتحرز/ ان قال لم يملل وان هى اوجزت ****** ود المحدث انها لم توجز
بيني وبينك ألف واش ينعب | فعلام أسهب في الغناء وأطنب |
صوتي يضيع ولا تحس برجعه | ولقد عهدتك حين أنشد تطرب |
وأراك ما بين الجموع فلا أرى | تلك البشاشة في الملامح تعشب |
وتمر عينك بي وتهرع مثلما | عبر الغريب مروعاً يتوثب |
بيني وبينك ألف واش يكذب | وتظل تسمعه .. ولست تكذب |
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن | من قبل بالزيف المعطر تعجب |
سبحان من جعل القلوب خزائنا | لمشاعر لما تزل تتقلب |
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي | البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا |
هذي المعارك لست أحسن خوضها | من ذا يحارب والغريم الثعلب |
ومن المناضل والسلاح دسيسة | ومن المكافح والعدو العقرب |
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها | قد يغلب المقدام ساعة يغلب |
في الفجر تحتضن القفار رواحلي | والحر حين يرى الملالة يهرب |
والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه | حينا .. ويصغي للوشاة فينضب |
والقفر أصدق من خليل وده | متغير .. متلون .. متذبذب |
سأصب في سمع الرياح قصائدي | لا أرتجي غنماً ... ولا أتكسب |
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي | إن السراب مع الكرامة يشرب |
أزف الفراق ... فهل أودع صامتاً | أم أنت مصغ للعتاب فأعتب |
هيهات ما أحيا العتاب مودة | تغتال ... أو صد الصدود تقرب |
يا سيدي ! في القلب جرح مثقل | بالحب ... يلمسه الحنين فيسكب |
يا سيدي ! والظلم غير محبب | أما وقد أرضاك فهو محبب |
ستقال فيك قصائد مأجورة | فالمادحون الجائعون تأهبوا |
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم | أما القلوب فجال فيها أشعب |
لا يستوي قلم يباع ويشترى | ويراعة بدم المحاجر تكتب |
أنا شاعر الدنيا ... تبطن ظهرها | شعري ... يشرق عبرها ويغرب |
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة | مني ... على شفق الخلود تلهب |
1 |
فراق ومن فارقت غير مذمم *** وأم ومن يممت خير ميمم
|
2 |
وما منزل اللذات عندي بمنزل *** إذا لم أبجل عنده وأكرم
|
3 |
سجية نفس ما تزال مليحة *** من الضيم مرميا بها كل مخرم
|
4 |
رحلت فكم باك بأجفان شادن *** علي وكم باك بأجفان ضيغم
|
5 |
وما ربة القرط المليح مكانه *** بأجزع من رب الحسام المصمم
|
6 |
فلو كان ما بي من حبيب مقنع *** عذرت ولكن من حبيب معمم
|
7 |
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى *** هوى كاسر كفي وقوسي وأسهمي
|
8 |
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه *** وصدق ما يعتاده من توهم
|
9 |
وعادى محبيه بقول عداته *** وأصبح في ليل من الشك مظلم
|
10 |
أصادق نفس المرء من قبل جسمه *** وأعرفها في فعله والتكلم
|
11 |
وأحلم عن خلي وأعلم أنه *** متى أجزه حلما على الجهل يندم
|
12 |
وإن بذل الإنسان لي جود عابس *** جزيت بجود التارك المتبسم
|
13 |
وأهوى من الفتيان كل سميذع *** نجيب كصدر السمهري المقوم
|
14 |
خطت تحته العيس الفلاة وخالطت *** به الخيل كبات الخميس العرمرم
|
15 |
ولا عفة في سيفه وسنانه *** ولكنها في الكف والفرج والفم
|
16 |
وما كل هاو للجميل بفاعل *** ولا كل فعال له بمتمم
|
17 |
فدى لأبي المسك الكرام فإنها *** سوابق خيل يهتدين بأدهم
|
18 |
أغر بمجد قد شخصن وراءه *** إلى خلق رحب وخلق مطهم
|
19 |
إذا منعت منك السياسة نفسها *** فقف وقفة قدامه تتعلم
|
20 |
يضيق على من راءه العذر أن يرى *** ضعيف المساعي أو قليل التكرم
|
21 |
ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت *** وكان قليلا من يقول لها اقدمي
|
22 |
شديد ثبات الطرف والنقع واصل *** إلى لهوات الفارس المتلثم
|
23 |
أبا المسك أرجو منك نصرا على العدا *** وآمل عزا يخضب البيض بالدم
|
24 |
ويوما يغيظ الحاسدين وحالة *** أقيم الشقا فيها مقام التنعم
|
25 |
ولم أرج إلا أهل ذاك ومن يرد *** مواطر من غير السحائب يظلم
|
26 |
فلو لم تكن في مصر ما سرت نحوها *** بقلب المشوق المستهام المتيم
|
27 |
ولا نبحت خيلي كلاب قبائل *** كأن بها في الليل حملات ديلم
|
28 |
ولا اتبعت آثارنا عين قائف *** فلم تر إلا حافرا فوق منسم
|
29 |
وسمنا بها البيداء حتى تغمرت *** من النيل واستذرت بظل المقطم
|
30 |
وأبلخ يعصي باختصاصي مشيره *** عصيت بقصديه مشيري ولومي
|
31 |
فساق إلي العرف غير مكدر *** وسقت إليه الشكر غير مجمجم
|
32 |
قد اخترتك الأملاك فاختر لهم بنا *** حديثا وقد حكمت رأيك فاحكم
|
33 |
فأحسن وجه في الورى وجه محسن *** وأيمن كف فيهم كف منعم
|
34 |
وأشرفهم من كان أشرف همة *** وأكبر إقداما على كل معظم
|
35 |
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها *** سرور محب أو إساءة مجرم
|
36 |
وقد وصل المهر الذي فوق فخذه *** من اسمك ما في كل عنق ومعصم
|
37 |
لك الحيوان الراكب الخيل كله *** وإن كان بالنيران غير موسم
|
38 |
ولو كنت أدري كم حياتي قسمتها *** وصيرت ثلثيها انتظارك فاعلم
|
39 |
ولكن ما يمضي من العمر فائت *** فجد لي بحظ البادر المتغنم
|
40 |
رضيت بما ترضى به لي محبة *** وقدت إليك النفس قود المسلم
|
41 |
ومثلك من كان الوسيط فؤاده *** فكلمه عني ولم أتكلم
|
أولاد جفنــــة حــــول قــــبر أبيهــــم | قــبر ابــن ماريــة الكــريم المفضــل |
يغشـــون حـــتى مـــا تهـــر كــلابهم | لا يســـألون عـــن الســـواد المقبــل |
بيـــض الوجـــوه كريمـــة أحســابهم | شــــم الأنـــوف مـــن الطـــراز الأول |
بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ ارْتِحالا | وحُسْنَ الصّبرِ زَمّوا لا الجِمالا |
تَوَلّوْا بَغْتَةً فَكَأنّ بَيْناً | تَهَيّبَني فَفاجأني اغْتِيالا |
فكانَ مَسيرُ عيسِهِمِ ذَميلاً | وسَيْرُ الدّمْعِ إثْرَهُمُ انهِمالا |
كأنّ العِيسَ كانَتْ فَوْقَ جفني | مُناخاتٍ فَلَمّا ثُرْنَ سَالا |
وحَجّبَتِ النّوَى الظّبَيَاتِ عني | فَساعَدَتِ البراقِعَ والحِجالا |
لَبِسْنَ الوَشْيَ لا مُتَجَمّلاتٍ | ولكِنْ كَيْ يصنّ بهِ الجَمَالا |
وضَفّرْنَ الغَدائِرَ لا لحُسْنٍ | ولكنْ خِفنَ في الشّعَرِ الضّلالا |
بِجِسْمي مَنْ بَرَتْه فلَوْ أصارَتْ | وِشاحي ثَقْبَ لُؤلُؤةٍ لجَالا |
ولَوْلا أنّني في غَيرِ نَوْمٍ | لَكُنْتُ أظُنّني مني خَيَالا |
بَدَتْ قَمَراً ومالَتْ خُوطَ بانٍ | وفاحَتْ عَنْبَراً ورَنَت غَزالا |
وجارَتْ في الحُكومَةِ ثمّ أبْدَتْ | لَنا من حُسنِ قامَتِها اعتِدالا |
كأنّ الحُزْنَ مَشْغُوفٌ بقَلبي | فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا |
كَذا الدّنْيا على مَن كانَ قَبْلي | صُروفٌ لم يُدِمْنَ عَلَيْهِ حَالا |
أشَدُّ الغَمّ عِنْدي في سُرورٍ | تَيَقّنَ عَنهُ صاحِبُهُ انْتِقالا |
ألِفْتُ تَرَحّلي وجَعَلْتُ أرضي | قُتُودي والغُرَيْرِيَّ الجُلالا |
فَما حاوَلْتُ في أرْضٍ مُقاماً | ولا أزْمَعْتُ عَن أرْضٍ زَوالا |
على قَلَقٍ كأنّ الرّيحَ تَحْتِي | أُوَجّهُها جَنُوباً أوْ شَمَالاً |
إلى البَدْرِ بنِ عَمّارَ الذي لَمْ | يكُنْ في غُرّةِ الشّهْرِ الهِلالا |
ولم يَعْظُمْ لنَقْصٍ كانَ فيهِ | ولم يَزَلِ الأميرَ ولَنْ يَزالا |
بلا مِثْلٍ وإنْ أبْصَرْتَ فيهِ | لكُلّ مُغَيَّبٍ حَسَنٍ مِثَالا |
حُسَامٌ لابنِ رائِقٍ المُرَجّى | حُسامِ المُتّقي أيّامَ صالا |
سِنانٌ في قَناةِ بَني مَعَدٍّ | بَني أسَدٍ إذا دَعَوا النّزالا |
أعَزُّ مُغالِبٍ كَفّاً وسَيْفاً | ومَقْدِرَةً ومَحْمِيَّةً وآلا |
وأشرَفُ فاخِرٍ نَفْساً وقَوْماً | وأكْرَمُ مُنْتَمٍ عَمّاً وخالا |
يكونُ أخَفُّ إثْنَاءٍ عَلَيْهِ | على الدّنْيا وأهْليها مُحَالا |
ويَبْقَى ضِعْفُ ما قَد قيلَ فيهِ | إذا لم يَتَّرِكْ أحَدٌ مَقَالا |
فيا ابنَ الطّاعِنينَ بكُلّ لَدْنٍ | مَواضعَ يَشتَكي البَطَلُ السُّعالا |
ويا ابنَ الضّارِبينَ بكُلّ عَضْبٍ | منَ العَرَبِ الأسافِلِ والقِلالا |
أرَى المُتَشاعِرينَ غَرُوا بذَمّي | ومَن ذا يَحمَدُ الدّاءَ العُضالا |
ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ | يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا |
وقالوا هَلْ يُبَلّغُكَ الثّرَيّا؟ | فقُلت نَعَمْ إذا شئتُ استِفالا |
هوَ المُفني المَذاكي والأعادي | وبِيضَ الهِنْدِ والسُّمْرَ الطّوالا |
وقائِدُها مُسَوَّمَةً خِفافاً | على حَيٍّ تُصَبّحُهُ ثِقَالا |
جَوائِلَ بالقُنيّ مُثَقَّفاتٍ | كأنّ على عَوامِلِها ذُبَالا |
إذا وَطِئَتْ بأيْديها صُخُوراً | يَفِئْنَ لوَطْءِ أرْجُلِها رِمَالا |
جَوابُ مُسائِلي ألَهُ نَظِيرٌ؟ | ولا لكَ في سُؤالكَ لا ألاَ لا |
لَقَد أمِنَتْ بكَ الإعدامَ نَفْسٌ | تَعُدّ رَجاءَها إيّاكَ مَالا |
وقد وَجِلَتْ قُلُوبٌ منكَ حتى | غَدَتْ أوجالُها فيها وِجَالا |
سُرورُكَ أنْ تَسُرَّ النّاسَ طُرّاً | تُعَلّمُهُمْ عَلَيْكَ بهِ الدّلالا |
إذا سألُوا شكَرْتَهُمُ عَلَيْهِ | وإنْ سكَتُوا سألْتَهُمُ السّؤالا |
وأسعَدُ مَنْ رأيْنا مُسْتَميحٌ | يُنيلُ المُسْتَمَاحَ بأنْ يُنَالا |
يُفارِقُ سَهمُكَ الرّجلَ المُلاقَى | فِراقَ القَوْسِ ما لاقَى الرّجالا |
فَما تَقِفُ السّهامُ على قَرارٍ | كأنّ الرّيشَ يَطّلِبُ النِّصالا |
سَبَقْتَ السّابقينَ فَما تُجارَى | وجاوَزْتَ العُلُوّ فَما تُعَالَى |
وأُقْسِمُ لوْ صَلَحْتَ يَمينَ شيءٍ | لمَا صَلَحَ العِبَادُ لَه شِمَالا |
أُقَلّبُ مِنكَ طَرْفي في سَمَاءٍ | وإنْ طَلَعَتْ كَواكِبُها خِصالا |
وأعجبُ منكَ كيفَ قدَرْتَ تنشا | وقد أُعطِيتَ في المَهدِ الكَمالا |