الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

لا يـعـرف الـشـوق إلا مـــن يـكـابـده --- ولا الـصـبـابـة إلا مــــن يعـانـيـهـا

إنــــــــــــــي وقفت بباب الدار أسألها
-------------- عن الحبيب الذي قد كــان لي فيــها
فـمـا وجــدت بـهـا طيـفـا يكلـمـنـي
-------------- ســوى نــواح حـمـامٍ فــي أعالـيـهـا
يــادار , أيــن أحبـابـي لـقـد رحـلـو
-------------- ويـاتــرى أي أرضٍ خـيـمـوا فـيـهــا؟
قالـت قبـيـل العـشـا شــدّوا رواحلـهـم
-------------- وخلفـونـي عـلـى الأطـــلال أبكـيـهـا
أن كنت تعشقهم قم شد فإلحقهم
--------------- هذي إثارهم أن كنــت تقفــــيها
لحقتهـم فاستجـابـوا لــي فقـلـت لـهـم
-------------- أنّـي عُبـيـداً لـهـذي العـيـس أحميـهـا
قالـوا أتحـمـي جـمـالاً لـسـت تعرفـهـا
-------------- فقـلـت أحـمـي جـمـالاً سـادتـي فيـهـا
قالـوا ونـحـن بــوادي لا بــه عـشـب
-------------- ولا طـعـامــاً ولا مــــاء فنسـقـيـهـا
خـلـوا جمالـكـم يـرعـون فــي كـبـدي
-------------- لـعـل فــي كـبـدي تنـمـو مراعـيـهـا
روح المـحـب عـلـى الإحـكـام صـابــرة
-------------- لـعــل مسقـمـهـا يـومــآ يـداويـهـا
الله أعـلـم أن الـــروح قـــد تـلـفـت
-------------- شـوقــاً إلـيــك ولـكـنـي أمـنـيـهـا
ونظـرةُ منـك يــا سـؤلـي ويــا أمـلـي
-------------- أشهـى إلـي مــن الدنـيـا ومــا فيـهـا
لا يـعـرف الـشـوق إلا مـــن يـكـابـده
-------------- ولا الـصـبـابـة إلا مــــن يعـانـيـهـا
لايسـهـر اللـيـل إلا مــن بـــه ألـــم
-------------- ولاتـحـرق الـنـار إلا رجــل واطـيـهـا
لا تسلكن طريقا لسـت تعرفهـا
------ ----------- بلا دليل فتغـوى فـي نواحيهـا
ثم الصلاة على المختار من مضرٍ
-------------------- محمـدً سيد الدنيا وما فــيها

موسى بن يحيى بهران اليماني


ﺑﺪﺍ ﻛﺎﻟﺒﺪﺭ ﺗُﻮِّﺝ ﺑﺎﻟﺜﺮﻳﺎ *** ﻏﺰﺍﻝٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺤِﻤﻰ ﺑﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴّﺎ
ﺭﻣﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻠﺤﺎﻅِ ﻓﺼﺮﺕُ ﻣﻴﺘﺎً *** ﻭﺣﻴّﺎ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡِ ﻓﻌﺪﺕُ ﺣﻴّﺎ !
ﻭﺑﺎﻟﻜﻒِّ ﺍﻟﺨﻀﻴﺐِ ﺃﺷﺎﺭ ﻧﺤﻮﻱ *** ﻭﺃﺩﻧﺎﻧﻲ ﻭﻗﺮَّﺑﻨﻲ ﻧﺠﻴَّﺎ
ﻓﻘﻠﺖُ ﻟﻪ - ﻭﻧﺤﻦ ﺑﺨﻴﺮِ ﺣﺎﻝٍ - : *** ﺃﺗﻔﻘﺪُ ﻣﻦ ﺟِﻨﺎﻥِ ﺍﻟﺨُﻠﺪِ ﺷﻴّﺎ؟
ﻓﻘﺎﻝَ - ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺠَّﺐ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻟﻲ - : *** ﺟِﻨﺎﻥُ ﺍﻟﺨُﻠﺪِ ﻗﺪ ﺟُﻤِﻌﺖْ ﻟﺪﻳّﺎ !
ﻓﻘﻠﺖُ : ﺻﺪﻗﺖَ ﻳﺎ ﺑﺼﺮﻱ ﻭﺳﻤﻌﻲ *** ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝَ ﺍﻟﻴﻮﺳُﻔِﻴّﺎ؟
ﻓﻘﺎﻝَ : ﺣﻮﻳﺘُﻪ ﺑﺎﻹﺭﺙِ ﻣﻨﻪ *** ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕْ ﺩﻻﺋﻠُﻪ ﻋﻠﻴّﺎ !
ﻓﻘﻠﺖُ : ﺳِﺤﺮُ ﺑﺎﺑِﻞَ ﺃﻳﻦَ ﺃﺿﺤﻰ؟ *** ﻓﻘﺎﻝَ : ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩُ ﺑﻤُﻘْﻠﺘﻴّﺎ؟
ﻓﻘﻠﺖُ : ﺍﻟﻮﺭﺩُ ﺃﻳﻦَ ﻳﻜﻮﻥُ؟ ﻗﻞْ ﻟﻲ *** ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩُ ﺑﻮﺟْﻨَﺘَﻴّﺎ؟
ﻓﻘﻠﺖُ : ﺍﻟﺸَّﻬﺪُ ﺃﻳﻦَ؟ ﻓﻘﺎﻝَ : ﻫﺬﻱ *** ﺷﻔﺎﻫﻲ ﻗﺪ ﺣﻮﺕْ ﺷَﻬْﺪﺍً ﺟَﻨِﻴّﺎ !
ﻓﻘﻠﺖُ : ﻓﺄﻳﻦَ ﺑﺮْﻕٌ ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻟﻲ؟ *** ﻓﻘﺎﻝَ : ﺭﺃﻳﺖَ ﻣَﺒﺴِﻤﻲَ ﺍﻟﻮَﺿِﻴّﺎ !
ﻓﻘﻠﺖُ : ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴَّﺠَﻨْﺠَﻞُ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ؟ *** ﻭﻣﺎ ﺟِﻴﺪُ ﺍﻟﻐَﺰﺍﻝِ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺜُّﺮﻳّﺎ؟
ﻓﺄﺑﺪﻯ ﺻﺪﺭَﻩ ﺍﻟﺒﺎﻫﻲ ﻭﺟِﻴﺪﺍً *** ﺗﻘﻠَّﺪ ﻓﻴﻪ ﻋِﻘْﺪﺍً ﺟَﻮﻫَﺮﻳّﺎ !
ﻓﻘﻠﺖُ : ﻭﻣﺎ ﻗﻀﻴﺐُ ﺍﻟﺒﺎﻥِ؟ ﺻِﻒْ ﻟﻲ *** ﻓﻬﺰَّ ﻟﻲ ﺍﻟﻘَﻮﺍﻡَ ﺍﻟﺴَّﻤْﻬَﺮﻳّﺎ !
ﻓﻘﻠﺖُ : ﻭﻫﻞ ﻳُﺮﻯ ﻟﻚ ﻗﻂُّ ﺷِﺒْﻪٌ؟ *** ﻓﻘﺎﻝَ : ﺍﻧﻈُﺮْ ﻭﻛُﻦْ ﻓَﻄِﻨﺎً ﺫَﻛِﻴّﺎ !
ﻓﻘﻠﺖُ : ﺍﻟﺒﺪﺭُ ، ﻗﺎﻝَ : ﻇﻠﻤﺖَ ﺣُﺴْﻨﻲ *** ﺑﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪِ ﻓﺎﻫﺠُﺮْﻧﻲ ﻣَﻠِﻴّﺎ !
ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥَ ﺍﻟﺠَﻤَﺎﺩُ - ﻭﺃﻧﺖ ﺃﺩﺭﻯ - *** ﻳُﺸﺎﺑِﻪ ﺣُﺴﻨُﻪ ﺑَﺸَﺮﺍً ﺳَﻮِﻳّﺎ؟
ﺗﺄﻣَّﻞْ ﻫﻞ ﺗﺮﻯ ﻟﻠﺒﺪﺭِ ﻋﻴﻨﺎً *** ﻣُﻜﺤَّﻠﺔً ﻭﺛﻐْﺮﺍً ﻟﺆﻟﺆﻳّﺎ؟
ﻭﻫﻞْ ﺗﻠﻘَﻰ ﻟﻪ ﻣﺜﻠﻲ ﻟﺴﺎﻧﺎً *** ﺗﺴﺎﻗَﻂَ ﻟﻔﻈُﻪ ﺭُﻃَﺒﺎً ﺟَﻨِﻴّﺎ؟
ﺃﻟﻴﺲَ ﺍﻟﺒﺪﺭُ ﺫﺍ ﻛﻠﻒٍ ﻭﻭﺟﻬﻲ *** ﻛﻤﺎ ﺃﺑﺼﺮﺗَﻪ ﻃﻠﻘﺎً ﺭَﺿِﻴّﺎ؟
ﻭﻛﻢ ﻗﺪ ﺭﺍﻡَ ﺗﺸﺒﻴﻬﻲ ﺃﻧﺎﺱٌ ! *** ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﺄﺳﻮﺍ ﺧﻠﺼﻮﺍ ﻧﺠﻴّﺎ

الجمعة، 23 أكتوبر 2015

اصبر على الْحق تستعذب مغبَّته

اصبر على الْحق تستعذب مغبَّته *** وَالصَّبْر للحقّ أَحْيَانًا لَهُ مضض

اﻟﺤُﺮُّ ﻳﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻊَ ﺿﻤﻴﺮَﻩ *** ﺑﺠﻤﻴﻊِ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽِ ﻣﻦ ﺃﻣﻮاﻝِ

اﻟﺤُﺮُّ ﻳﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻊَ ﺿﻤﻴﺮَﻩ *** ﺑﺠﻤﻴﻊِ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽِ ﻣﻦ ﺃﻣﻮاﻝِ
ﻭﻟﻜﻢْ ﺿﻤﺎﺋﺮُ ﻟﻮ ﺃﺭﺩْﺕُ ﺷﺮاءَﻫﺎ *** ﻟﻤﻠﻜْﺖُ ﺃﻏﻼﻫﺎ ﺑﺮﺑﻊِ ﺭﻳﺎﻝِ
ﺷﺘﺎﻥَ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮﺡٍ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪِ *** ﺣُﺮٍ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺨﺎﺩﻉٍ ﺧﺘﺎﻝِ
ﻳﺮﺿﻰ اﻟﺪﻧﺎءﺓَ ﻛﻞُّ ﻧﺬﻝٍ ﺳﺎﻗﻂٍ *** ﺇِﻥ اﻟﺪﻧﺎءﺓَ ﺷﻴﻤﺔُ اﻷَﻧْﺬاﻝِ

جميل بثينة

أحب جميل بن معمر العذري بثينة بنت الحباب وبدأت القصة أن رأى
 جميلٌ بثينة وهو يرعى إبل أهله، وجاءت بثينة بإبل لها لترد بها الماء، فنفرت إبل جميل، فسبها، ولم تسكت بثينة وإنما ردت عليه، أي سبته هي أيضاً.. وبدلا من أن يغضب أعجب بها، واستملح سبابها فأحبها وأحبته، وبدأت السطور الأولى في قصة هذا الحب العذري الخالدة.
حيث تطور الإعجاب إلى حب، ووجد ذلك صدى لديها، فأحبته هي أيضاً، وراحا يتواعدان سرا.
يقول جميل عن ذلك :
وأول ما قاد المودة بيننـــا 
بوادي بغيض، يا بثين، سباب
فقلنا لها قولا فجاءت بمثله 
لكل كلام، يا بثين، جواب

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

دمعي ثمين ولا هجر سيرخصهُ مهما أحب فلا أبكي على أحدِ

دمعي ثمين ولا هجر سيرخصهُ
مهما أحب فلا أبكي على أحدِ
وجدتُ في الغدر خلّا ليس يخذلني
ولم أجدْ صاحبا يبقى إلى الأبَدِ

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

رَدَّ السَّلَامَ عَلَىَّ بَعْدَ إِيَاسِ ** فَحَبَسْتُ مِنْ فَرَحٍ بِهِ أَنْفَاسِى

رَدَّ السَّلَامَ عَلَىَّ بَعْدَ إِيَاسِ ** فَحَبَسْتُ مِنْ فَرَحٍ بِهِ أَنْفَاسِى
وَرَجَعْتُ مُعْتَذِرًا لَهُ مِنْ ذَنْبِهِ ** مُسْتَغْفِرًا مِنْ وَجْهِهِ العَبَّاسِ
مُسْتَفْبِلاً باِلشِّعْرِ طَلْعَةَ حُسْنِهِ ** مستعطفا بالدمع قلب القاسى
مستشفعا بجماله لجماله ** مُتَعَوِّذًا مِنْ قَدِّهِ المَيَّاسِ
أفْدِى مُقَبَّلَ ثَغْرِهِ لَوْ يُفْتَدَى ** إنَّ المَقِيسَ عَلَيْهِ دُونِ قِيَاسِ
أَشْقَى بِهِ فِى وُدِّهِ ونِفَارِهِ ** وبِحُبِّهِ أَصْبَحْتُ أَشْقَى النَّاسِ
تُيِّمْتُهُ مَلِكًا يَجُورُ عَلَىَّ فِى ** أَحْكَامِهِ وأَجُورُ فِى إِحْسَاسِى
فَأَنَاالفَقِيرُ يَسِيرُ فِى أَسْمَالِهِ ** وهُوَ المَلِيكُ يَتِيهُ فِى الأَلْمَاسِ
وأنَا غَرِيبُ الدَّارِ طَوَّحَهُ الهَوَى ** فِى قَفْرَةٍ يَحْتَاجُ للإِيْنَاسِ
أَدْعُو عَلَيْهِ لِيُبْتَلَى بِمَحَبَّتِى ** لَيَذُوقَ مِثْلِى فِى الهَوَى ويُقَاسِى
لا لَسْتُ أُشْمِتُ فِى الحَبِيبِ عَوَاذِلِى ** سَأَذُوقُ وَحْدِى مُرَّ هَذِى الكَاسِ
يَكْفِيهِ إنْ رَدَّ السَّلَامَ عَلَىَّ بِاللَّحَظَاتِ والهَمَسَاتِ والوَسْوَاسِ
فأنَا الرَّضِىُّ بِكُلِّ مَا يَأْتِى بِهِ ** مَهْمَا جَرَى وأنَا القَنُوعُ بِيَاسِى
لَكِنْ سَأُرْسِلُ بِالعُيُونِ رِسَالَةً ** أَشْكُوكَ فِيهَا يَا قَضِيبَ الآَسِ
وَاسِ الذى أصْفَاكَ مُهْجَة نَفْسِهِ ** **إنَّ الحَبِيبَ لِمَنْ يُحِبُّ يُوَاسِى

الخميس، 8 أكتوبر 2015

يـا مـن قـطعتَ وريـدَ وصلِكَ داخلي ... و غرستَ نصلَ الصدِ في ضحكاتي

يـا مـن قـطعتَ وريـدَ وصلِكَ داخلي ... و غرستَ نصلَ الصدِ في ضحكاتي
( إنِّـي أُحـبُّكَ ) قُـلتُها فـي غـفوةٍ ... مـنِّـي، فـتـاهتْ بـعـدَها خُـطواتي
و طـفقتُ أبحثُ في ليالي وحدَتي ... عــن نــورِ بــدرٍ لاحَ فــي الـظـلماتِ
أو روضـــةٍ تــزهـو بـلـثـمِ غـصـونِـها ... و تـريـقُ مــاءَ الـحـبِ فـي الـورداتِ
فـوجدْتُ أيـامي سـراباً ، و الأسـى ... يـقتاتُ مـن عـمري و مـن سـنَوَاتي

الخميس، 1 أكتوبر 2015

تملكتمو عقلي وطرفي ومسمعي

تملكتمو عقلي وطرفي ومسمعي
وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي

وتيمتموني في بديع جمالكم
فلم أدرِ في بحر الهوى أين موضعي

وأوصيتموني لا أبوح بسركم
فباح بما أخفي تفيّض أدمعي

فلما فنى صبري وقلّ تجلدي
وفارقني نومي وحرمت مضجعي

شكيت لقاضي الحب قلتُ أحبتي
جفوني وقالوا انت في الحب مدعي

وعندي شهود بالصبابة والأسى
يزكون دعواي اذا جئت أدعي

سهادي وشوقي واكتئابي ولوعتي
ووجدي وسقمي واصفرار وأدمعي

ومن عجب أني أحن اليهم
وأسأل شوقا عنهم وهم معي

وتبكي دما عيني وهم في سوادها
ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي

فإن طلبوني في حقــوق هواهم
فإني فقــــــير لا عليّ ولا معي

وإن سجنوني في سـجون جفاهم
دخلت عليــــهم بالشفيع المُشفعِ