الجمعة، 31 مايو 2013

شجاعة عنترة بن شداد



دع ما مَضى لكَ في الزَّمان الأَوَّل __ وعلى الحقيقة إنْ عزمت فعوِّل

إنْ كنتَ أنتَ قطعتَ برَّا مقفراً __ وسلكْتهُ تحتَ الدُّجى في جَحْفل

فأَنا سريتُ معَ الثُّريَّا مُفرداً __ لا مؤنسٌ لي غيرَ جدّ المنصل

والبدرُ منْ فوق السحاب يسوقه __ فيسير سيرَ الراكب المستعجل

والنَّسْرُ نحْو الغَربِ يرْمي نفسَه __ فيكاد يعْثر بالسِّماكِ الأَعزل

والغُولُ بينَ يديَّ يخفى تارة __ ويعودَ يَظْهَرُ مثْلَ ضَوْءِ المَشْعَلِ

بنواظر زرقٍ ووجهٍ أسودٍ __ وأظافر يشبهنَ حدَّ المنجل

والجن تفرقُ حول غاباتِ الفلاَ __ بهماهمٍ ودمادمٍ لمَ تغْفَلِ

وإذا رأْتْ سيفي تضِجُّ مخافة ً __ كضَجيجِ نُوقِ الحيِّ حَوْلَ المنزل

تلكَ الليالى لو يمرُّ حديثها __ بوليدِ قومٍ شاب قبلَ المحمل

فاكففْ ودعْ عنكَ الإطالة َ واقتصرْ __ وإذا اسْتَطعْتَ اليَوْمَ شيئاً فافْعل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق