الجمعة، 26 يونيو 2015

قصيدة أنفاس القريض فى مدح عبد الله الطيب

مر العشي وكرة الأصباح *** أودى برونق عيشنا يا صاح
ذهبت بشاشة لذة مسحورة *** والزهر صوّح أيما تصواح
خمسون أنهكت القوى وتصرمت*** لم تبق غير تعلق بصلاح
أو رنة من شاعر ذي مرة *** يلوي أعنة مارد تياح
من لي بتهنئة المجاذيب الألى *** نالوا العلى وتفردو بجناح
أستاذنا ورفيقنا وحبيبنا *** وأها له من سيد جحجاح
كم راقني من فيه عذب حديثه *** وشفى بأنفاس القريض جراحي
لله درك إذ تغرد صائحا *** ببنات فكر سابح لماح
القول قولك والشهي مذاقه *** والشعر شعرك حسبنا من راح
حسبي وحسب أحبتي يا صاحبي *** شعر تشعشع كالصباح الصاحي
ولئن صحوت فإنني لمدله ***بقريض شعر مسفر وضاح
لا تعذلني إنني مترنح *** من راح عبد الله لا من راح
شعر تفتق ضاحكا متأنقا *** ينفي الظلام بصوته المنداح
ولقد ذكرتك إذ سمعت ترنما *** مني بصوت مغرد صدّاح
(ونواعم قد قلن يوم ترحلي *** قول المجد وهن كالمزّاح
ياليتنا من غير أمر فادح *** طلعت علينا العيس بالرماح
بينا كذاك رأينني متعصبا *** بالخزّ فوق جلالة سرداح
فيهن صفراء المعاطف طفلة *** بيضاء مثل غريضة التفاح)
قذفت بصفراء المعاطف نية *** قذف وآذن صبحها برواح
ذهب الشباب وأدبرت لذاته *** مرّت كمرّ مصوت سياح
أسفا مضى ولقد بكى أيامه *** نجل الحسين بمقول مفصاح
وظللت أبكيه وأسعف من بكى *** مرّ العشي وكرّة الإصباح
وبكيت (عبد الله)بكية واحد *** والشَعر منك كجنة الأدواح
كلّ بكى لم يلف غير ملثم *** يخفي بوادر دمعه المسفاح
زعموه راحة من تصدع قلبه *** بهماهم مثل الجبال طواح
ولقد وجدت سعادتي وهناءتي *** في هدي دين محمد مصباح
فدع البكاء وأقبلن على هدى *** ينفعك در يمينه السحّاح
حياك ربك واستهل عطاؤه *** فيضا تواتر كالحيا المرتاح
حياك ربك إنني لك شاكر *** بيضاء تلمع بالنهار الضاحي
علمتنا أدب الحياة مفصلا *** فسعى بوجه في الحياة بواح
فلأنت منا في الفؤاد تمكنا*** ولأنت منا معصم للراح
ثم الصلاة على النبي محمد*** ما رن طائرُ غصنه المياح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق